علم الفضاء يواجه مشاكل كبيرة!

 


ما الذي نعرفه في الحقيقة عن كوننا هذا؟

نشأ من انفجار عظيم قبل 13.8 مليار سنة, وبدأ بالتوسع بشكل متسارع ومن ثم برد, و ما زال الكون في توسع متسارع و مستمر. و يتشكل الكون بمعظمه من مواد مجهولة اطلق عليها اسم الدارك ماتر "Dark Matter" والدار اينيرجي "Dark Energy"... صحيح؟

هذه القصة المعروفة للمعظم تؤخذ على انها حقيقة مثبتة بالرغم من قلة الادلة عليها و بدون ذكر وجود تناقضات واختلافات كبيرة تظهر مع مرور الزمن من الدراسات التي تجري على الكون البعيد.

في الشهور الاخيرة تم اخذ قياسات جديدة لثابت هابل  "Hubble Constant" الذي يمثل سرعة توسع الكون والتي تشير الى اختلاف كبير بين طريقتين مستقلتين في حسابه. وهذه الاختلافات في سرعة توسع الكون لها تداعيات كبيرة ليس فقط على الحسابات ولكن على صحة النموذج المعتمد في علم الفضاء في دراسة الكون الواسع.

وقامت دراسة جديدة اخرى بايجاد مجرات غير متطابقة مع نظرية الدارك ماتر والتي تقترح وجود هذه المادة في كل مكان. ولكن حسب القياسات الاخيرة هي ليست كذلك! مما يستدعي اعادة النظر في هذه النظرية.

وربما يجب التوقف و طرح سؤال وهو لماذا تفترض هذه النظرية وجود الدارك ماتر في كل مكان؟ والجواب يوجد في بعض خصائص الفيزياء الكونية. حيث ان هذه النظرية و غيرها مرتبطة بشكل او باخر بنظرية الانفجار العظيم "The Big Bang". وهذه النظريات تحافظ على ترابط و صحة النموذج الرياضي لهذا الفرض. بمعنى اخر انه يجب وجود هذه الفرضيات لضمان صحة نظرية الانفجار العظيم!

ولزيادة الطين بلة, معظم المشاهدات والدراسات التي تتم للكون تكون تجريبية و بشكل غير مباشر. حيث ان التيليسكوبات لا توفر مشاهد مباشرة لاي شيء. فهي توفر قياسات بناءا على ربط بين التوقعات النظرية والمتغيرات التي يمكن التلاعب بها. وهنا تظهر المشكلة حيث ان النظرية التي نريد تجريبها هي نفسها التي تحدد اين و متى سنقوم بالمشاهدة! وهذا يؤدي الى اننا ننساق وراء هذه النظريات لنثبت صحتها.

في النهاية, معضلة علم الفضاء هو اعتمادها على النظريات كفرضيات مسبقة من اجل القيام بالدراسات لعدم وجود بديل واضح. وهذا يعني اننا قد علقنا مع هذه الفرضيات بدون اي قدرة على ايجاد حلول او فرضيات افضل. وعلى عكس المنهج العلمي الذي يسعى للوصول الى الحقيقة بشكل تدريجي, يبدو ان علم الفضاء عالق في مسار واحد تم تحديده من قبل الاكتشافات والفرضيات القديمة.


ليست هناك تعليقات